cool hit counter
June 2007 - Posts - Qwaider Planet

Qwaider Planet

Qwaider Planet is a collection of amazing blogs that relate to the Arabic culture
Follow Qwaider Twitterer
Windows Live Alerts

Other projects for Qwaider:
Visit GirlyGator
Jordan Blogs
Link to Qwaider planet:
Qwaider Planet Qwaider Planet Qwaider Planet
Link to Qwaider Planet
Link to Qwaider Planet
Qwaider Planet
Qwaider Planet
Qwaider Planet
Qwaider Planet
Qwaider Planet
Qwaider Planet
Qwaider Planet
Qwaider Planet

Qwaider also checks..
jordan blogs
دوّن - ملتقى المدونين العرب
3aramram

Syndication

Planeteers

Archives

Qwaider Planet

Your favorite Arabic blog aggregator and community, brings your fresh blogs daily, Hot from the writers blogs to your desktop

June 2007 - Posts

  • New Job, New Experience

    Today would be my first day to work at Progress Soft . After long thinking I finally decided to leave Info2cell , which I'm so sad to do. I like it there, I made alot of friends, and almost everything...
  • اشتقت

    مدونتي الصغيرة اشتقت لك جيراني الغاليين اشتقت لكم حروفي الحبيبة الساهرة دوما معي اشتقت ان ارتبكم و ازين صفحتي المعتمة بنوركم اشتقت لنفسي اشتقت ان اكتب اشتقت ان احب بصوت عال اشتقت ان اشتاق حد الاختناق اشتقت...
  • اشتقت

    مدونتي الصغيرة اشتقت لك جيراني الغاليين اشتقت لكم حروفي الحبيبة الساهرة دوما معي اشتقت ان ارتبكم و ازين صفحتي المعتمة بنوركم اشتقت لنفسي اشتقت ان اكتب اشتقت ان احب بصوت عال اشتقت ان اشتاق حد الاختناق اشتقت...
  • الحب...لايسمع الغارات.

    هل يتراجع الحبّ عند الأوقات الصعبة ؟هل تغوص المشاعر إلى الأعماق مثلما يغوص الدّم في لحظات الرّعب والخوف إلى داخل الجسد تاركا الشفاه يابسة ؟ هل ينسى الناس الحبّ في أوقات الحروب؟ أنا شخصيا لم أكن اعرف إجابات...
  • شاروما الضيعة- إربد

    ====> اضغط هنا لتشاهد الصورة يالله هاي صورتلكم شو اتغديت اليوم صارلي باكل هذا الاكل لمدة خمس سنين هاي وجبة شاورما عربي من الضيعة في اربد معدتنا خربت من هذا الاكل.. ملاحظيين كييف بلمع ؟؟ مرات الكيش نفسو...
  • Red Vision

    I have been wanting a navel piercing for ages now — pretty much ever since I developed a passion for body art. I did intensive research on the subject over the years and I decided that Amman was...
  • Staying alive ..

    I have finally written a vacation request , finally , after killing my self off in working , hard , staying late at work , missing my gym classes which has grown to be a routine for me in the past three...
  • Staying alive ..

    I have finally written a vacation request , finally , after killing my self off in working , hard , staying late at work , missing my gym classes which has grown to be a routine for me in the past three...
  • Congratulations Fattoomeh!!

    My lovely sister fatoom graduated 🙂 Pic speaks for itself :p Read More...
  • The youngest Oud Master in the world, 15 years old!

    I found this video by coincidence. Amazing video of Mohammad Abo-Thikra, who graduated from Beit Al-Oud (house of Oud) Academy at age 15. He studied with Naseer Shamma, considered to be the best technical...
  • Crack Open

    Accidents and Everlasting Stitches Read More...
  • Too Much Temptation

    I’m grouping the posts I will write during my stay in New York under this category: Explorator. Some of them will be multi-category posts, which means they belong to more than one category. In this...
  • We Were Something!

    Looking at the new seven wonders elections, we can see that six sites were built by Muslims, Arabs, and ancient Egyptians. Alhambra palace, The Hagia Sophia, Taj Mahal , and Timbuktu; all of these places...
  • نزهة من نزهة : دعوة للتنفس

    تــنـفســــــــوا كالورد و كالصباحتنفسوا الإيمان و الألوانو الأمل و الأماني تنفسوا تنفسوا الصباح معزوفة : إشراقة الصباح للعازف البحريني ياسر خليفة ربما تكون المرة الأولى التي أدرج فيها شيئا من وحي اسمي...
  • Understanding the lyrics of American Pie- Don Mclean

    This song without comparison one of my favorites.... I love it so much and i can't recall one day of my life without singing it or quoting from it! this analysis I knew since i was a kid! and I found...
  • they say.......

    They say out of site out of mind!! But I discovered it’s a big lie!! you know why? coz whats in your mind stuck in your mind, you cant remove it or delete it or ignore it, unless you lost your memory!...
  • Sweat and Smell Good!!!

    I woke up one summer morning, took a cold shower, put on my clothes and prepared myself for a new day at work. I ran to catch the bus and when I had sat down, I noticed that girl nearly my age sitting...
  • Last Week In Canadian Summer

    I wish those few remaining days to pass slower than ever , I want to feel the passage of every minute. I hated the weather today , I couldn't stand it , I wanted to go to Stevie Nick's concert...
  • NY: Take 2

    Last night was one of the most memorable times of my entire life. I went to Manhattan in the evening and walked Times Square and Broadway and 5th Avenue… The whole place was so surreal and buzzing...
  • Tooooo personal!

    Everyone came back except him!! Miss mine!! [ read more ] Read More...
  • عالسيارة يا بندورة

    وأنا صغير (يعني حوالي 9-10 سنين) كانت سيارة خضرا (خضار) تمر من عند بيتنا وينادي على الخضار اللي عندو، وبما إني مسؤول الشوبنج في تلك الأيام :) كنت أطلع أشتري من عندو بندورة أو كوسا أو أو أو... طبعا كل نسوان...
  • الحلقة الحادية عشرة \ الموسم الثاني

    ****

    المشهد الاول

    المكان: منزل داليا
    الزمان: الثالثة عصرا

    انهت ام حازم تنظيف المطبخ بعد ان فرغ الجميع من تناول طعام الغذاء و توجهت الى غرفة الجلوس.رأت ان زوجها قد غط في سبات عميق على اريكة غرفة الجلوس و قد غطى شخيره على صوت نانسي و هي تشخبط ..تنهدت في داخلها و هزته من كتفه

    ام حازم: ابو حازم عدّل نومتك
    ابو حازم وقد انتفض :ا ا شو في انا صاحي
    ام حازم: شو صاحي ..شخيرك واصل اخر الحارة
    ابو حازم: شخيري؟ انا ما بشخور
    ام حازم: اه ..طيب ..بدي اعرف احضر اخر حلقة من المسلسل..روح نام جوا اريحلك
    ابو حازم: لا كويس هون كويس
    و ارتفع صوت الشخير ثانية

    ام حازم و قد اعتادت هذا السيناريو اليومي.بدات بمتابعة مسلسلها ,عندما بدا الهاتف بالرنين المزعج
    القطت السماعة و كانت ام سرور على الجانب الاخر

    ام سرور: مرحبا ام حازم كيفك..ما اكون ازعجتك
    ام حازم (شبه مستمعة لها): لا لا اهلين
    ام سرور:والله يا ام حازم هدول جماعتنا اعتذروا ,ما رح يقدروا يجوا عماد اضطر يسافر طلبوه في الرياض ضروري

    ام حازم الان في انتباه تام للمكالمة الهاتفية: هيك فجأة؟ ليكون يا ام سرور سبب تاني و انتي ما بدك تقولي؟؟
    ام سرور: سبب تاني؟ لا و الله ام علاء خجلت تحكي معك و طلبت مني اعتذرلك شو بدو يكون السبب التاني
    ام حازم: مش عارفة.انا بنتي الف مين يتمناها و اصلا انا اجبرتها تطلع و تقابلهم و هلا بتقولي هم اللي مشش جايين
    ام سرور: ما حدا جاب سيرة البنت يا ام حازم بس الناس عندها ظروفها و ان شاء اله بس يرجع بيصير حكي تاني
    ام حازم: لا تاني ولا تالت بنتنا مش رمية ولا مش ملاقية ..لو بدي اجوزها زمان جوزتها اجاها عرسان و هية بلمدرسة بس انا ما حبيت افشلك
    ام سرور: لا تاخدي الموضوع هيك و الله يا ام حازم البنت بتجنن و انتو ناس اوادم و بتتناسبوا بس هيك صار

    ابو حازم و قد انتبه من نومه و عدل جلسته مستمعا بانتباه اشار لها بيديه مهددا

    ابو حازم: قوليلها ما ترجع تجيب سيرتهم مرة تانية..نحنا مش ولاد زغار

    ام حازم اشارت له بيدها ليخفض صوته

    ام حازم: طيب يا ام سرور حصل خير و الدنيا قسمة و نصيب
    ام سرور: ما هادا اللي منقوله..و الله انا خجلانه و ب

    لم تدعها ام حازم تكمل جملتها:ام سرور..ابقي خلينا نشوفك..تقطعيش الزيارة
    ام سرور: و انا بقدر استغني..
    ام حازم: مع السلامة
    ابو حازم: شو صار..بطلوا يجوا؟
    ام حازم: شو بيعرفني بالناقص..اصلا اخته مبين كتير قوية..منيح اللي اجت منهم... داليا ما كان عاجبها كل الموضوع
    ابو حازم: وينها داليا؟ نايمة جوا؟
    ام حازم: لسة ما اجت
    ابو حازم: طيب
    ..
    و عاد الى النوم و ارتفع الشخير
    تنهدت ام حازم بحسرة هذه المرة..و قالت في نفسها: يعني اول عريس بيجي يا داليا و ما يرجع؟ شو اللي ما
    عجبهم؟ ليكون مش قد المقام ؟... افففت.... راح على نص المسلسل

    .......

    المشهد الثاني

    توقفت سيارة ميراندا امام بيت داليا...فجأة تبخر الاحساس بالفرح الذي غمر داليا عندما احست بتقدم الوقت ..تسارعت دقات قلبها عندما ايقنت انها لا محالة ستتواجه مع والديها...امسكت بهاتفها النقال و اعادته للحياة بعد ان كان مغلقا
    ميراندا: شو بتعملي؟
    داليا: لما طلعنا سوى فتحت الموبايل و رفعت البطارية ..و انطفى
    ميراندا: ليش ؟
    داليا: عشان لو حدا اتصل بيطلع لهم لا يمكن الاتصال به ما بطلع مغلق..
    ميراندا: ليش كل هيك...ما فهمت
    داليا: انا كل يوم برجع العصر عالبيت و هلا تاخرت و اهلي اكيد قلقانين و كان ممكن يتصلوا و انا ما بدي اقول انه طلعت....اهلي صعبين كتير يا ميراندا
    ميراندا: برضة ما فهمت.انتي كنتي معي يعني ما في اشي غلط
    داليا: بالنسبة الهم كل شي بتعمله البنت غلط.. شكرا كتير ميراندا على احلى طلعة طلعتها بحياتي..يالا باي باي
    ميراندا: استني..يعني بفهم انك ما بتطلعي مع حسام؟
    داليا: بالليل؟ لا..طبعا لأ..افت..نسيت حسام..اكيد حاول يتصل
    ميراندا: حبيبتي.. ما تهتمي المهم انبسطنا ..صح؟
    داليا: انبسطنا كتير..ميراندا ..انتي ....انتي كتير رائعة..تصبحي على خير
    ميراندا برقة: سويت دريمز
    ...
    فاجاتها داليا بقبلة على خدها و غادرت السيارة و تركت ورائها ميراندا مذهولة
    توجهت الى منزلها و هي تهيئ نفسها لعاصفة محتملة و ترتب في رأسها ماذا ستقول..و بدأت رنة الهاتف تعلن عن وصول رسائل نصية عديدة..القت نظرة سريعة و كانت تعرف مسبقا انه حسام..لم يكن لديها الوقت لترد او حتى تقرأ الرسائل

    دخلت البيت و علامات الوجل تعتليها لتفاجا بوالدها واقفا امام الباب و بالقرب منه وقفت والدتها و قد تطاير الشرر من اعينهما

    ابو حازم: بكير..كان نمتي برة و رفع يده يريد ان يصفعها عندما تدخلت الام
    ام حازم: استنى يا زلمة نشوف وين كانت
    و توجهت بالكلام لداليا : كمان شوي كنا رح نحكي مع الشرطة. وينك لهلا و ليش تلفونك لا يمكن الاتصال به؟ وين كنتي قولي

    داليا:كنت بالجامعة.بدرس بالمكتبة.هناك الاتصال ضعيف

    ابو حازم : لهلا بالجامعة؟ في جامعات بتفتح باليل ؟؟ و كيف رجعتي ؟
    ام حازم: و ليش ما اتصلتي انتي و قلتي بدي اتأخر
    داليا : ما في معي كريديتس بالموبايل..ما قدرت احكي...و لما خلصت دراسة صاحبتي قالت لي بوصلك احسن ما اطلع بتاكسي لحالي و بعدين امها حكت معها طلبت منها غرض تجيبه انا ما قدرت اقول اشي يعني بدي اقولها لا تجيبش الغرض ووصليني؟
    ام حازم: و شو هالكياس الي معك؟يعني كنتو بالسوق؟
    داليا: ما هية مرت عالسوق تجيب لامها اواعي كانوا بالتصليح و انا شفت محل في اواعي و اشتريت اكم غرض
    ابو حازم: و من وين جبتي المصاري؟ انتي اعطيتيها يا ام حازم؟ والله ما انا قادر الحق عليكم من وين انا بدي اضل اجيب فلوس..الله يلعن البنات و الي بيخلف بنات
    ام حازم: لا اعطيتها ولا ااشي بتكون حوشت من مصروفها
    ابو حازم: مصروفها؟ ما هية دايما بتشكي انه ما بكفيها مواصلات
    داليا: بابا انا كان معي مصاري من وقت لعيد خبيتهم ما صرفت اشي و و وو الله ما اكن قصدي اتأخر او اخليكم تقلقوا
    انا اسفة
    ابو حازم: كل المصايب بتيجي مرة وحدة ..
    داليا: ليش مصايب شو صار ..احكوا!!
    ام حازم: اهل العريس اعتذروا ..ما راح يجوا..بطلوا

    داليا و قد احست بارتياح شديد لكنها تظاهرت عكس ذلك: ليش اعتذروا؟ ليكون ما عجبت ست الحسن اخته..انا من الاول ما حبيتها
    ..
    ام حازم: ام سرور بتقول عماد سافرطلبوه بالشغل

    عندما يسمعت داليا اسم عماد تذكرت الشاب الذي اتى الى الجامعة ..تذكرت اين راته من قبل..ارادت ان تفتح فمها لتخبر والديها بما حصل لكنها توقفت في اللحظة الاخيرة..و قالت في نفسها: يعني اجا يشوفني بالجامعة ...اصلا منيح اجت منه ..كله ما عجبني..الفكرة ازعجتها كثيرا لكنها اجلت التفكير بها لان راسها الان لا يحتمل

    اعتذرت من والديها مرة اخر ووعدت ان لا تكرر ما حدث و توجهت الى غرفتها

    ديمة: الاتصال ضعيف بالمكتبة اه..حبيبتي هاي حركات البطارية منعرفها منيح..كنتي مع حسام
    داليا: لا والله ولا شفته..اسكتي ووطي صوتك و تعالي شوفي شو اشتريت

    جلست الفتاتان على السرير و بدات داليا تروي لديمة ما حصل في هذا اليوم المميز

    *****


    المشهد الثالث

    المكان: منزل حسام

    جلس حسام في غرفته و علامات القلق و التوتر بادية عليه..حاول عدة مرات الاتصال بداليا لكن هاتفها لا يمكن الاتصال به..ارسل عدة رسائل نصية لكنها لم ترد
    ..
    فتح اللاب توب ليلهي نفسه عن التفكير ..منذ زمن طويل لم يكتب شيئا في مدونتة الحديثة نسبيا..تعجب كيف يستطيع الاخرون و بكل بساطة الكتابة عن خصوصياتهم .تمنى لو استطاع ان يضع مشاعره على الشاشة امامه فلربما استطاع ان يفهم ما يحدث بداخله
    ..
    هل حقا كل ما يكتبه هؤلاء المدونون حقيقي ..دون زيف؟ دون تجميل للحقائق؟ هل كل هؤلاء هم بالفعل كما يبدون..رومانسيون حساسون..يهاجمون الكذب و الرياء و يدافعون عن المبادىء و الاخلاق ..ام انها ايضا اقنعة اخرى ..مغلفة بالعسل لاجتذاب المزيد من الاستحسان و التعاطف..؟؟؟ امعقول ان يكون كل هؤلاء صفوة البشرية..من غير خطيئة ولا اخطاء؟

    قرا ما كتبت داليا و احس بالحنين يشده اليها ..لم يعتد منها هذا الاهمال...عاد و امسك بهاتفه الجوال و بحث عن تقارير استلام الرسائل..رسائله وصلت ..لما لم ترد؟
    طيب يا داليا..بيصير خير

    ضغط على زر الاتصال و سمع صوتها على الطرف الاخر

    حسام و قد انتابته موجة من الغضب لم يعهدها في نفسه: في كتير اشياء بدك تفسريها

    داليا: طب قول مرحبا بالاول ..مالك معصب شو في؟
    حسام: وين كنتي و مع مين؟ و ليش ما بتردي عالمسجات؟
    داليا: طب رووء ..انا لسة طالعة من خناقة مع اهلي مش ناقصة
    حسام: و الله حلو..مش ناقصك انا؟ يعني اسكر و اقلب وجهي؟ هيك بدك
    داليا: انا ما قلت هيك..طب اعطيني فرصة اقولك شو صار..
    حسام: .....هيني سامع..
    داليا: انا راجعة مبسوطة من برة و اهلي و نكدو علي ما تكون انت كمان هيك
    حسام: راجعة من وين ..؟

    داليا بحبور شديد: اما شو يا حبيبي شو انبسطت.هالبنت بتجنن..طلعنا عملنا شوبينغ....مش معقولة شو ذوقها حلو وما بهمها الاسعار...انا ما قدرت اشتري زيها..ولا العشا يا عيني عالمطعم..
    حسام: استني استني..شوبينغ و عشا و مطعم..هلأ نادين من ايمتى بتطلع هيك طلعات؟
    داليا: مين جاب سيرة نادين؟..انا ما كنت معها.. شو جاب سيرتها؟
    حسام: ولا مين الي مبهورة فيها و طايرة طيران؟؟
    داليا:ميراندا يا حسام..يا الله شو ظلمت هالبنت..هاهاهاه و قال شو... كنت اغار منها
    حسام مذهولا: م مم ميراندا...انتي و ميراندا؟ مع بعض؟ مش مستوعب
    داليا: انا و ميراندا كانت صحبتنا هاي هاي..يعني سلام سريع و مرة شربنا قهوة سوى..تفاجأت فيها اليوم بتقولي ياللا نطلع بدي احتفل..و انا كنت مخنوقة و مش طايقة ما صدقت ..
    حسام بحذر شديد: تحتفل؟ شو قالت لك يعني.ع عن شو حكيتوا
    داليا: اليوم وافقولها على شغل و حبت تحتفل معي و عزمتني

    احس حسام انه لو اطال الحديث اكثر فسوف يضطر ان يشرح لداليا الكثير.
    مئة سؤال دوّى في رأسه..لم يعد يسمع ما تقوله داليا
    ..
    .يعني عجبت السيد الوالد اللي ما بعجبه العجب..ليش ما حكت معي و خبرتني؟؟ و ليش داليا؟ يعني من كل بنات الجامعة ما لقت الا داليا

    داليا: و بعدين تخيل مشينا حافيين عالاسفلت و مير..حسام..انت سامعني؟
    حسام و قد هدأت نبرته : اه طبعا.. طيب الحمد الله اتطمنت عليكي انا بس قلقت لما ما رديتي عالمسجز..اهلي بوكرا مسافرين على ايطاليا و لازم اروح هلا ..منحكي بوكرا..بس يسافروا.بتقدري تطلعي اشوفك؟
    داليا: بوكرا الجمعة و بعد اللي صار اليوم ما بعرف اذا بقدر اطلع ..بس بشوف
    حسام: اوكي حبيبي ...موا..باي
    داليا: باي حياتي
    حسام: ما في موا
    داليا: حسااااام..بلا بياخة..ياللا باي

    لم يخبر حسام داليا ان ميراندا ستعمل في شركة والده..لا يدري لماذا تعمد الا يخبرها..مشاعره نحو داليا لم تتغير بلعكس فلقد اصبحت اقوى ..لكنه لم يعلم سببا لتصرفاته الاخيرة مع ميراندا ...ميراندا.لغز محير.من اين اتت بالنقود و قد اخبرته انها على حافة الافلاس

    خرج من غرفته ..احس بالاختناق و بحث عن والدته..وجدها جالسة امام الكومبيوتر و قد بدت كأنها في عالم اخر..اقترب منها و احاطها بذراعيه

    حسام: شو يا حلو.. لسة ما لقيتي المحلات اللي بدك ياها

    هيام وقد انتفضت من مكانها..:نئزتني..ما تعمل هيك مرة تانية

    ابتعد عنها حسام بسرعة و قد فاجأه رد فعلها

    حسام: مالك ماما ؟؟ ليش عصبتي؟؟..انا بحكي معك عادي انتي يمكن كنتي سرحانة
    هيام: اسفة ماما مش قصدي بس ما حسيت فيك و انت جاي عالغرفة

    لفت نظره نافذة محادثة تضيء و تومض

    حسام: شو يا... من ابمتى بتعملي تشات؟ و مع مين
    هيام:ا ا انا ..هاي صاحبتي .بتتعلم عالانترنت و حبت تجرب التشات..و انا بساعدها
    حسام: ..سلمي لي على صاحبتك ..ولع المسنجر يا هيام الحقي..
    هيام: سيبك انت من هالحكي.شو كان بدك مني
    حسام: طالع مع الشباب اشوف امجد اجا من اميركا ..ما بتأخر برجع بلاقيكي صاحية..بدي اشوفك قبل السفر
    هيام: اوكي حبيبي ..دير بالك الليلة الخميس و الناس كلها بالشوارع

    غادر حسام غرفة الجلوس و عادت هيام الى شاشتها و كتبت

    هيام: مش ضروري اخد رقم من هناك معي موبايلي و بس اوصل بيصير جوال...ببعتلك مسج..بس ما رح اقدر احكي..هلا لازم اروح...
    ****

    المشهد الرابع

    انطلق حسام بسيارته و اذ به يسمع رنين هاتفه النقال
    ..
    حسام: اه ابو الشباب وينكم
    فيصل: بتقدر تمر علينا؟سيارتي ما عم تشتغل
    حسام :ماشي ..امجد عندك؟
    فيصل: امجد من الضهر عندي تغدينا سوى

    غير حسام طريقه و عاد متجها الى بيت فيصل ,لكنه لم يتوقف عن التفكير لحظة بكل السيناريوهات التي ستحدث لاحقا..الكثير يشغل باله...داليا..ميراندا..عملها مع والده..ترك امر المواجهة لحين حدوثها...ربما لم تخبر ميراندا داليا بما حصل فلما يستبق الاحداث؟؟

    وصل الى منزل فيصل فوجده في الشارع واقفا مع امجد..نزل من سيارته و اتجه نحوهما و عانق امجد عناقا حارا

    حسام: حبيبي ابو المجد ولك اشتقتلك ..طولت الغيبة يا رجل

    امجد: شو نعمل هيك الدراسة..ما صحلي اجي بالشتا ..اشتقتلكم و اشتقت للعمان و طلعاتنا ..اه وين ناويين تسهروني؟
    فيصل: انت اطلع بالسيارة و بتعرف بس نوصل ..عمان تغيرت كتير السنة وفي محلات جديدة

    استقل الثلاثة السيارة وادار حسام المحرك و لم يتوقفوا عن الحديث و الضحك..فكرة الخروج الليلة بالذات كانت ممتازة فقد ازاحت الكثير عن كاهل حسام المثقل بالهموم

    وقفت السيارة على اشارة ضوئية بينما كان أمجد منطلقاً يتحدث
    أمجد: ... و هيك كل ما بدخل مطار باتفتش عشوائياً، ما كنت باظن إنه هيك إسم بــ
    ..
    و قطع عبارته و هو يحدق من النافذة في شرود إلى تلك السيارة الصغيرة التي انبعثت منها أنغام إحدى جنائزيات موزارت بصخب و هو يردف بشرود

    امجد: معقولة؟ هاي... شو جابها هون؟

    نظر حسام و فيصل باتجاه السيارة الصغيرة التي تتقدمهم
    ..
    فيصل: مش هاي البنت اللي معنا بالجامعة..الاسبانية
    حسام وقد علت وجهه الدهشة : اه هية....ميراندا

    امجد: ميراندا؟ يمكن انا غلطان..في وحدة كانت بسياتل لما زرت ابن عمي كانوا يحكوا عنها بس اسمها كان غير..شفتها اكم مرة بتشبه هاي كتير

    حسام: مالها يعني؟
    امجد: مش متزكر بالزبط بس بعد ما شفتها قالوا انها اختفت بظروف غامضة..انقلبت الدنيا عليها و طلعت مية اشاعة انها سي اي اية و انها مع المافيا و ناس قالوا انقتلت و ناس قالو الاف بي اي خبوها..اكيد انا غلطان شو بدو يجيبها هون

    حسام: لا اكيد مش هية...هاي بنت مسكينة بتدرس هون

    تغير لون الضوء الى الاخضر و اتجهت سيارة ميراندا الى يسار الطريق فيما تابع حسام طريقه الى مكانهم المنشود، و أمجد يكمل حديثه ببراءة

    أمجد: نسيت ااقولكم.. اخدت شقة جديدة بكاليفورنيا إنما اشي غير شكل.. لازم تيجوا تزرورني يوم بس قبل العرس
    حسام: شوعرس ما عرس؟؟؟
    أمجد: هلا ما وصلك إيميلي؟
    حسام: ما وصلني شي
    أمجد: أنا رح اتجوزعن قريب
    حسام بفرح: ألف مبروك
    أمجد: الله يبارك فيك و عقبالك انت و داليا

    جعلته الجملة الأخيرة يشرد كثيراً و هو ينحرف بالسيارة و ابتسامة باهتة تزحف على وجهه، و تساءل بشغف في قلبه

    امتى بيجي هادا اليوم؟
  • Bumper Sticker Fanatics

    This is very similar to the Salli 3al Nabi bumper stickers we see everywhere in Jordan. It’s all religious material and somewhat the same abstract God. Can bumper stickers bring us together? Read...
  • بالعربي الجارح داووا لوثتكم

    يا أمة ضحكت من حمقها الأمم! الأحداث الأخيرة في المشرق و المغرب خلفت لدي الكثير من القناعات و أهمها أنه صار لزاما على مفكرينا وباحثينا أن يعيدوا دراسة العقل العربي. و أنا اتطوع لكي أكون "فأرة تجارب"...
  • اطمئنوا .. متابعة مستمرة!

    بسم الله الرحمن الرحيم ازف اليكم اليوم خبر تماثل الاخت الكريمه ايمان حسان للشفاءمن الوعكه الصحيه الت المت بها وستغادر مستشفاها اليوم في لتعود لبيتها سالمه انشاء الله وبالنيابه عن الاخت ايمان وبناء على...
  • NY: Take 1

    So far, I love it here. The neighborhood where I am staying is beautiful and the house I am living in is gorgeous. The weather has been pleasant over the past three days, the duration of my stay so far...
  • شو هالأيام ؟؟

    شو هالأيام اللي وصلنالاااا ؟؟؟؟ صارلي فترة طويلة بدور على أغاني هاي الفرقة فرقة أردنية ممتازة..سمعتلهم اكمن أغنية بس مش لاقي ولا أغنية الهم على النت اللي عندو أي ايشي يحكلي Read More...
  • Happy 24th of June to all Jordanians & Quebecois...

    Happy 24th June to all Jordanians.... And Bonne fete nationale to everyone in Quebec! Read More...
  • Happy 24th of June Jordan!

    Happy 24th of June to all Jordanians. Read More...
  • و إنتى إزيك ؟

    إنهمكت فى عملها ودققت نظرها الضعيف لترى الخلايا من فوهتى مجهرها.. كانت خلايا تشبه بيض السمك..الوانها رمادية هلاميه ..تتحرك بعشوائية سريعة أذهلتها.. تخلل عقلها صور من سنين مرت بها كأنها شهور..عندما فتحت...
  • إيمان .. ننتظرك!

    إيمان تحتاج إلى دعائكم ورفضت أكثر من مرة أن أنشر هذا المقال لكنى نشرته الآن بعد أن أخبرتنى بتطور مرحلة العلاج من النهاردة موبايلها مقفول مش هقدر أقول أكتر من كده بس المهم تدعولها ربنا يشفيها ويرجعها لينا...
  • المهندسة سارة أكبر .. حاورتها ماجدة سليمان

    رايات في سماء الكويت المرأة الخارقة هذا اللقاء نشر في مجلة لنا المهندسة سارة أكبر أول مهندسة كويتية تعمل في حقول البترول وُلدت فوق حقل نفط .. قضت 48 ساعة في البحر عند بئر بترول في أول مهمة لها في الحقول...
  • Globalization and small-shops owners

    This interesting article shows an example of Globalization's good and bad effects: Efficient big companies raising the bar, and on the other hand small-shop owners losing out Chain Reaction: the story...
  • رسائل إلى الوطن(1)

    الوطن بلون الضباب الأسود و الغروب الأقصى.. كل شيء صار فيك يا وطني أقصى و أقسى.. ***** الهواء الذي زرع.. في حقول اليأس ترعرع.. إني أراه في المدى استغلظ و استوى إني أراه في الأفق دوامة ريح ساعة غسق ****...
  • ahaa..

    its that, ..im never tolerant unless i can tolerate my own character. meaning : if i could get past what i consider 'Given'....get past what i have already experienced and rejected...could think...
  • The Point of NO RETURN!

    i was talking to a very good friend of mine at uni today, and during our "vague" discussion, i realized that we both share the very same fear, although neither of us knew or had a clue what the...
  • Accept feedback

    Not all feedback is pointless discouragement. Or negative obstructive criticism. There are many who love to lend a helping hand to a young or a starting writer. Some harsher than others, but it's the...
  • Open source, the new target of malware

    It is now a known fact that no operating system is immune to malware attacks. But, for a few years, users could seek refuge in Open Source, as it was a somewhat unpopular target for virus/trojan writers...
  • Note

    Note to everyone: If you know my real name, don’t go around telling it to everyone. If I saw a friend in you and told you my real name, I did it because I trusted you would NOT share it with your...
  • Ordinary Day!

    Haven't you go through an Ordinary Day Before?! Not a good day... not a bad day... and not even a boring one! Just ordinary ... tasteless. Not sweet, not sour... But at the same time Breathless......
  • Thou shalt not be driven over the edge

    The Vatican has issued 10 Commandments for motorists, warning cars can be " an occasion for sin" and urging prayer behind the wheel. Among other things it singled out road rage, saying driving...
  • coup de coeur

    Remove my pain by Zidosamurai C'est une photo affligeante don't j'ai jouie...Une sinistre photo qui m'a horriblement plue réalisée par un ami de classe de ma soeur que j'ai rencontré...
  • Drawing Parallels between Modern Theories on Critical Thinking & Shiite Muslim Principals of Spiritual Purification

    Modern Western science is understood without the intervention of religion. Prior to the European renaissance, the Old & New Testaments were used to understand Earthly and Astronomical sciences; however...
  • Disturbia ....

    New movie at century :D [ read more ] Read More...
  • جلوس

    Read More...
  • Colateral Damage

    عقب إحدى الغارات عام 2001 أول أمس انضم عشية الأحد إلى قائمة شهداء الكولاتيرال داماج، سيء الحظ الجندي الأنونيموس الذي استشهد للمرة الثانية على ثرى الوطن الحبيب وهو يحاول التوازن على قاعدته المهتزة بفعل...
  • hello from......

    hello all from london (UK) do u want anything from there ?? bbye Read More...
  • Revolution - Hillsong

    I love this band [ read more ] Read More...
  • :: Freedom

    I admit that my vocabularies are so limited to describe this adventurous experience, maybe some pictures can tell the story better,,, and ill leave it to your imagination ( those who didn’t try yet...
  • NY, Here Comes Tololy!

    I will finally get to visit New York! I have always wanted to go there and lose myself in the vibrant city. Now I can actually do that which is seriously great! I leave tomorrow morning and the plan is...
  • صندوق الدنيا.....دنيا

    شوف عندك يا سلملم وتفرج يا سلام على حمودة دحدح وزير الأمن العام في الفصل الإنتحاري من مرسح السلام ومعاه البلطجية والزعران القدام قالعين البدلة الكاكي ولابسين الفستان علشان ضمان عبورهم من دايرة الانتقام...
  • hug hug

    Read More...
  • جمعية المدونين تهدد مستقبل الأحزاب المصرية

    جمعية المدونين تهدد مستقبل الأحزاب المصرية كتب فاروق الجمل ١٧/٦/٢٠٠٧ .. مازال الشباب ينتزعون حقوقهم من المجتمع بقوة، وأصبحوا يفرضون أنفسهم علي الأوساط السياسية حتي لو لم يرض أحد بهذا ففي الآونة الأخيرة...
  • الحلقة العاشرة \ الموسم الثاني

    المشهد الاول
    فتحت (ميراندا) عينيها قبيل شروق شمس ذاك الصباح بابتسامة بلهاء واسعة، و قد توردت وجنتاها على نحو ملحوظ. بقيت مستلقية هنيهة تحملق في السقف الأجرد و كأنها تجتر ذكرى ممتعة، ثم تنهدت بعمق قبل أن تتكور على نفسها و تنسال من فوق السرير ككرة من النباتات الصحراوية تدفعها الرياح برقة. أزاحت الستائر ببطء و هي تتطلع إلى المدينة الناعسة و الشوارع الشاغرة تقريباً من المارة، و تركت ابتسامتها تستلقي في دعة على ركن شفتيها و هي تتدبر المشهد قبل أن تهمس:

    "سيكون يوماً رائعاً !"

    أعدت لنفسها حماماً معطراً و انهمكت في تدليل نفسها تماماً طوال ساعة كاملة قضتها تستمع لروائع (موزارت) و هي تعد نفسها لذلك اليوم الحافل الذي يبدأ بعد سويعات. اليوم تحصل على تلك الوظيفة التي سوف تسهل لها الكثير أثناء إقامتها بعمان. لم يكن لديها الكثير من الشكوك حول حصولها على تلك الوظيفة، تعلمت منذ وقت طويل أن المقابلات الشخصية للعمل لعبة مسلية لها قواعد، و أن عليها أن تدير هي المقابلة و تتعامل من منطلق المطلوب لا الطالب
    تعلمت أن لكل شخصية مفتاح، طالما امتلكته فقد امتلكت صاحب الشخصية، و قد تعودت منذ حداثتها ألا تفقد مفتاحاً واحداً و هي تجمعهم واحداً تلو الآخر. و اليوم تثبت للمرة الألف لنفسها نمطية الآخرين و سهولة توقعهم
    انسلت خارجة من الحمام مرتدية روباً منزلياً أنيقاً. جلست أمام المرآة تتطلع إلى وجهها بعناية و قد تشربت الكثير من الماء حتى بدت نضرة على نحو مبالغ فيه. اخذت تعبث بشعرها يمنة و يسرة في شيء من الشرود، ثم التقطت هاتفها المحمول بعفوية و جرت أصابعها عليه بسرعة قبل أن تتوقف و تلقيه بلا مبالاة و هي تفكر

    "مازال الوقت مبكراً "

    قامت تعد إفطاراً بسيطاً و جلست أمام الحاسوب و هي تأكل في بطء ثم فتحت أحد الملفات الضخمة و هي تتطلع إليه برضا قبل أن تشبك طابعتها الصغيرة بالحاسوب و تتركه ينقل كل ما بالملف على الورق بتأني
    .
    التقطت هاتفها مرة أخرى و اتصلت بـ(حسام) ، و استلقت على الأريكة تستمع لصوت الرنين الرتيب على الجانب الآخر قبل أن يأتيها صوت نصف نائم

    "مين؟"
    " صباح الخير (حسام) "
    "صباح؟ ايش هادا؟ ايش في؟ و مين بيحكي ؟ "
    "
    معقول كل هادا نوم؟ و كمان ما عرفت صوتي؟ أنا (ميراندا) يا (حسام) و كان بيناتنا معاد اليوم "
    " أووه ... صباح الخير (ميراندا) آه طبعاً ليش اديش الساعة هلأ.؟ "
    " الثامنة إلا الربع بتوقيت عمان"

    سمعت قهقة مكتومة على الجانب الآخر قبل أن يرد

    " طيب بنتقابل كمان ساعتين "
    "ساعتين؟ منيح.. يادوب. وين؟ "
    "بمر آخدك "
    "لا بقابلك بره. حدد المكان "

    حدد لها المكان بعمان الغربية، ثم أنهت المحادثة معه بلطف قبل أن تستدير مواجهة دولاب ثيابها بابتسامة عابثة. و فتحت فمها هذه المرة لتتحدث لغتها السادسة
    *
    المشهد الثاني

    وقف (حسام) بردهة المنزل يحاول جاهداً طرد النوم الذي مازال يقاتل للتعلق بأجفانه الباسلة. و أخذ يتعجب من نشاط هذه الـ(ميراندا) و ما إذا كانت تنام كالبشر. فتح عينيه نصف فتحة متفادياً النور المنبعث من النافذة الكبيرة، فلمح خيالات تتحرك و ما لبث أن تبين أنها أمه

    "صباح الخير (هيام)"
    " يسعدلي ها الصباح. ما إلك بالعادة، مبكر اليوم"
    " وين بابا؟ "
    " طلع بكير، بده يخلص شوية شغل قبل ها السفرية "
    " طيب، شو عاملة الفطور"
    " سوي فطورك لحالك، أنا مشغولة كتير، بتلاقي اللي بدك اياة في الثلاجة"

    ارتسمت علامات الامتعاض على وجه (حسام) و هو يجرجر ساقيه بتثاقل ليتهيأ للخروج. أخذه الأمر ما يربو على الساعة حتى يلملم شتات عقله و يخرج من المنزل.
    انطلق بالسيارة شارداً حتى وصل لمكان اللقاء، و هناك ترجل و اتكأ على السيارة في تراخ ناعس. تطلع إلى ساعة يده و اكتشف أنه قد وصل في ميعاده تماماً، و لم يكد يرفع عينيه حتى رأى سيارة (ميراندا) تقترب بتؤدة قبل أن تتوقف عبر الشارع، و تخرج منها (ميراندا) متلفتة حولها

    و استيقظت جميع خلاياه دفعة واحدة، حتى أنها أطلقت ألماً صارخاً في مؤخرة عنقه جعل فكه السفلى تتدلي ببلاهة مضحكة و هو يحملق في هذا الشيء الذي يلوِّح له عبر الشارع

    لم تعقص شعرها ببساطة كعادتها تلك المرة، تركته ينسدل في دعة على كتفيها، و ارتدت معطفاً أبيضاً عملياً و تنورة بيضاء تكشف لأول مرة ساقيها الرياضيتين، و قميصاً أسوداً ذا ياقة عريضة مفتوحة حتى بداية الصدر. وقفت ترمقه من خلف منظارها الشمسي الأنيق و هو يحاول أن يتمالك نفسه. لم تكن تبدو فاتنة فقط هذه المرة، بدت مهيبة بشكل ما. مهيبة و مهددة

    عبر الشارع بسرعة مسلماً عليها ثم اقتادها إلى بناية قريبة حيث تقع شركة والده. وقفا في المصعد جنبا إلى جنب في رحلة علوية تضيق لها الصدور. و ما لبثا أن دلفا إلى المكتب المنعزل. حيث يجلس ذلك الكاتب الفرعوني المظهر راسخاً. طلب منه (حسام) أن يخبر والده بمقدمه و ضيفته، فهب الرجل واقفاً و دلف إلى مكتب (فؤاد) ثم غاب بالداخل

    " يعني ما قلتلي إنه والدك! "
    " بتفرق معك؟ "

    رمقته بنظرة جانبية صامتة و هي تتفحص المكتب المقبض في هدوء. بدت في راحة نفسية و سكينة عجيبتين مع المكان ،كانت تتذوق صاحب المكتب بعينيها قبل أن تراه، على عكس (حسام) الذي بدأ يتململ بفراغ صبر قبل أن يخرج التمثال البشري من المكتب مومئاً لهم بالدخول

    دلفا إلى المكتب بهدوء، و اتجه حسام مباشرة إلى أبيه الذى بدا منشغلا بقراءة بعض الأوراق. رفع (فؤاد) عينيه ببشاشة يسلم على (حسام) و هو يرمق تلك الوافدة بريبة، و ما لبث (حسام) أن قدمهما لبعض ثم جلس الجمع حول المكتب الصغير

    منذ اللحظة الأولى التي ولجت فيها المكتب التقطت (ميراندا) مفاتيح الرجل ببراعة تحسد عليها. علمت أن قواعد اللعبة مع صاحب هذا المكتب ستختلف كثيراً. الرجل لا يبدو مهتماً بإبهار النساء على الإطلاق. له مساعد يبدو كأصنام حضارات الأزتيك، و منذ اللحظة التي وضعت عينها على الرجل بصلعته الفسيحة و عينيه الماكرتين الحذرتين علمت أنها ستكون لعبة ثعالب.
    جعلتها هذه الخاطرة الأخيرة تتبسم في جذل واضح، راق لـ(فؤاد) كثيراً. أغرقا بعضهما البعض بنظرات مسبارية كالرصاص كل منهما يتحسس الأخر و يتشممه كثعالب الصحراء

    - " (ميراندا)؟ (حسام) عم بيقول انك مغتربة؟ من وين انتي؟"
    - " بتقدر تقول من اسبانيا."
    - "بقدر اقول؟"
    " أيوة، متل ما مكتوب بالسي في تبعي"
    " و شو عم تعملي بعمان "

    تبسمت بجذل و هي تجيب

    "باتفرج"

    انطلق فؤاد مقهقهاً و قد راقته روح التحدي في نبرة صوتها.
    " بتعرفي لغات؟ "
    قاطعها (حسام) متحمساً :
    " بتعرف كتير..."

    حدجته بنظرة لائمة مستنكرة، و رمقه أبوه بعصبية ، فشعر بوحدة مطبقة، و تمنى لو أنه لم ينطق. بدا كما لو كان طفلاً يقاطع مباراة شطرنج بين اسطورتين دوليتين. حاول نفض الحرج عنه بضحكة ندت منه عصبية متوترة قبل أن ينهض قائلاً

    " أ.. انا شايف انه اترككم تكملوا كلامكم و انا عندي محاضرات"
    " طيب ، دير بالك ع حالك"
    "سلام"

    انطلق (حسام) مغادراً المكتب كعادة معظم من دخلوه، شاعراً بالراحة لمجرد استنشاقه الهواء النقي. بينما عادت (ميراندا) تحدج (فؤاد) بنفس النظرات المسبارية باحثة عما يخفي خلف هذا القناع المتهالك الذي يحمله و الذي لم ينجح قط في إخفاء عينيه الشيطانيتين
    " كنا بنقول؟ "
    " كنا بنقول اللغات مو هيه المشكلة"
    "همم.. و شهادات الخبرة؟
    "

    مدت يدها إلى حقيبتها السوداء و أخرجت ملفاً ضخماً تركته يلطم سطح المكتب بعنف و هي تردف
    " ولا هيك برضه مشكلة"

    امتدت يده تتصفح الملف الضخم الذي يحمل شعارات العديد من الشركات و الدورات و ارتفع حاجباه في دهشة ممزوجة بالسخرية قبل أن يرفع عينيه ثانية قائلا

    " شكلها مبهر.. شبكة علاقاتك... بس كيف باعرف إنه كل الشهادات صحيحة؟ "
    " بتقدر تتصل بكل المصادر، أنا ممكن استنى
    "

    قالتها و هي تتراخى في الكرسي و ترسم على شفتيها واحدة من أكثر ابتساماتها تحدياً و استفزازاً.

    قام (فؤاد) من مقعده متوجها إلى النافذة الضخمة بمكتبه كعادته كلما راودته فكرة أصلية. ثم استدار بمسرحية قديرة و هو يردف بحزم و باسبانية قحة

    " انك تروقنني كثيراً، لن أخفي هذا. تروقني تلك الثقة. لن أتصل بأحد"

    دار حول المكتب بتؤدة و هو يجتذب غليونه و يفتح علبة من السيجار الفاخر قبل أن يجلس قبلها و يبدأ في إشعال غليونه ببطء و تأمل. ثم سأل بغير اكتراث :

    " لم تكوني لتقبلي سيجاراً أليس كذلك؟ "
    " لا. قد بدأت تفهمني فيما يبدو"
    " و ماذا عن (حسام)؟ "

    اطلقت ضحكة ساخرة

    "ماذا عنه؟"

    " أنا لا أحب أن تختلط المسائل الشخصية بالعمل."
    " (حسام) لم يكن أبداً مسألة شخصية. "
    " و متى تبدأين العمل"
    " الأمر متوقف عليك ، قد أبدأ غداَ، أو العام القادم. المسألة تتوقف على بكم ستضحي لتحصل على مساعدة مثلي."

    أطلق ضحكة مبتسرة

    " كم تريدين"
    " همم .. كل شيء"
    " و ماذا تعطينني في مقابل كل شيء؟ "
    " كل شيء."
    " شراكة؟ "
    " لا، قد تستيقظ يوماً ما ولا تجدني."
    " لا يوحي هذا بالثقة"
    " عرف الثقة! "

    انفجر ضاحكا بشيطانية فريدة و هو يلوح بإصبعه في جذل

    " تروقينني... تروقينني كثيراً.... يمكنك البدء باكراً، سأسافر لبضعة أيام و ستديرين المكتب بالنيابة حتى أعود ثم نتفق على التفاصيل."

    رسمت ابتسامة ديبلوماسية عريضة على وجهها و هي تصافحه بقوة قبل أن تنصرف بثقة و عيناه تلمعان بشدة حتى كادتا تضيئان الحجرة

    ثم خبت ابتسامته شيئأ فشيئأ و هو يتلقط سماعة هاتفه و يتصل بمساعده

    " هاتلي (نعيم).... حالاً"
    " أوامرك (فؤاد) بيك
    "
    ****
    المشهد الثالث

    جلست (داليا) بأحد مقاهي الإنترنت تدعب اللوحة العاصية بأصابعها في تؤدة و صبر و هي تقضي وقت فراغها بين المحاضرات بتصفح مدونتها الأثيرة و تفقد أخبار أصدقائها.
    أسرعت إلى مدونة (رنا) لتفقد أخبار اجتماع المدونين، و وجدت حماساً من الكثيرين، غير أنه لم يتحدد موعد أو شكل للقاء. عادت أدراجها إلى مدونتها تتأملها بتمعن قبل أن تلحظ ذلك التعليق اللطيف المذيل بـ( د. إيتش). ارتفع حاجباها قبل أن ينعقدا بتشكك و هي تقرأه ثانية و ثالثة. و تساءلت لم تشعر شعوراً غامضاً أن هذا يبدو مألوفاً. قبل أن تنفض الفكرة عن رأسها و تنطلق تطبع بعفوية شديدة و كأنها تحادث صديقاً قديماً:

    " هو إنسان طيب المعشر، ميسور الحال، حسن المظهر و المخبر. يشعرني أنني ملكة متوجة، و يكفي أنه أسر قلبي من أول يوم
    ".

    ثم أدخلت التعليق. و توقفت تنظر إليه مجدداً قبل أن تعض شفتها السفلى و كأنها تذكرت شيئأً مهماً

    " شو هادا اللي سويتيه؟ هادا مو وصف عشاق، هادا أقرب لإعلان زواج بمجلة مملة، يالك من نمطية! "
    و أسرعت تحذف تعليقها و تتراجع بكرسيها للخلف و هي تمعن التفكير قبل أن تتفتق قريحتها عن خاطرة عنّت لها بعفوية مماثلة للأولى، غير أنها بدت أكثر أناقة و تعبيراً عما يجيش بصدرها من مشاعر. و أسرعت تفتح صفحة تدوينة جديدة و تخط كلماتها ببطء شديد و تروٍ
    " ويح المُسائل عن طيف الذي ملك الجنان و خلب لب الروح
    كيف الجواب بمن دُرَّتيَّ و مهجتي من فرط حبه قد ملئن قروح
    يا سائلي عن فارسي هيهات كلمات موات تسطرن جُلَّ جموحه
    رجل إذا ماد الزمان بمهجته حمل الزمان فدك طود صروحه
    يا حيرتي فـ..."

    انطلق هاتفها المحمول في تلك اللحظة قاطعاً حبل أفكارها، حتى أنها سمعت لها صوتا يدوي و هي تسقط داخل رأسها كأنه زجاج يتهشم. التقطت الهاتف بترقب و هي تتطلع إلى رقم الطالب قبل أن ينعقد حاجباها بشدة و هي تقرأ اسم (ميراندا) على شاشته الصغيرة. أسرعت تجيب المكالمة و أتاها صوت (ميراندا) رائقاً مرحاً من على الطرف الآخر:

    " (داليا) مسا الخير لعيونك "
    "مسا النور (ميراندا) كيفك؟ "
    " سعيدة يا (داليا)... سعيدة اليوم عن جد، و بدي احتفل ... شو رأيك؟ منطلع ها المسا سهرة بناتي؟"
    " نطلع ها المسا؟ مــ.."
    " بوعدك هتنبسطي. شو؟ عمرك ما طلعتي جيرلز نايت آوت؟ "
    - "طلعت بـ.."
    " don’t be a buzz killer! خلص انا. بمر عليكي و مننزل نعمل شوبينج و بعدين بفرجيك اللي عمرك ما شوفتيه"
    ثم انطلقت تقهقه بصوت صحو رائق بعث الكثير من الطمأنينة في قلب (داليا) قبل أن تسأل:
    " طيب و امتى استناكي؟ وين؟"
    - " وين انتي؟"
    " إنترنت كافيه اللي جنب الجامعة "
    " هلا بكون عندكً"

    ثم أغلقت الهاتف بدون تردد

    بقيت (داليا) شاردة لحظات تحملق في الهاتف بتعجب قبل أن تهز كتفيها بلا مبالاة و تعود لتنهمك بصفحتها، و عادت تنهمر أفكارها بغزارة هذه المرة، حتى أنها تعجبت من أثر المكالمة على انطلاق لسانها في الوصف

    " بكفي هيك، باحفظها مسودة و بس ارجع عالبيت بعدلهاا"

    و ارتسمت على شفتيها ابتسامة راضية
    *****
    المشهد الرابع

    دلف (نعيم) ببطء إلى المكتب الذي سيظل يكرهه ما بقى له من عمر و هو لا يكاد بجرؤ على رفع عينيه إلى (فؤاد) الذي انهمك في محادثة هاتفية بدت مهمة

    " تقرير مفصل؟ امتى بيوصلني؟"
    " ...."
    " منيح... سلام "

    استرخى (فؤاد) في مقعده الوثير و هو يرمق (نعيم) بنظرة ذات مغزى اقترب عن أثرها (نعيم) أكثر و أكثر حتى جلس أمام المكتب صامتاً كالقبر، متحفزاً كالذبابة

    " قوللي (نعيم) بتعرف واحدة اسمها (ميراندا)؟ "

    اصفر وجه (نعيم) بغتة و علاه عرق بارد، و هو يحوقل و يستعتب في قلبه و يتساءل من أين للرجل أن يعرف عن تلك الفتاة، و ما إذا كان يعلم أنه يحمل صوراً لها بين أيدي ابنه الوحيد على هاتفه المحمول. تبلع غصة وهمية في حلقه الجاف و هو يومئ برأسه بالإيجاب
    " بتجيبلي تقرير مفصل عن حياتها اليومية، مع مين بتقعد؟ وين بتروح كل يوم؟ كم شقة بتمتلك؟ قد ايش بتستهلك بنزين بالسيارة؟ كل شي، فاهمني؟"

    " بتعرف إنها بتشوف (حسام) بالجامعة؟ و انهم يعني..." و أكمل عبارته بغمزة عين و ابتسامة لزجة
    لم تكد تتكون على وجهه حتى ماتت و احترقت إلى الأبد بعد ان وقعت عليه تلك النظرة القاسية التي أطلت من عيني (فؤاد).

    " أنا بقول تقرير مفصل يا (نعيم). مالك؟ اذانك سكروا؟ بتحب نسلكهم؟"

    امتقع وجه (نعيم) فبدا كحبات الليمون الذابلة و هو يرمق (فؤاد) برعب محيق قبل أن يستدرك الأخير:

    " اتركلي انتا موضوع (حسام) هادا، و نفذ اللي أمرتك فيه. تقرير مفصل عن كل همسة و حركة و نفس. لو بتقدر تعرف نوع الشامبو تبعها سجله. تقرير يومي كامل طوال فترة سفري. فهمت؟"
    "فهمت (فؤاد) بيك"

    " شي أخير... هيه رح تدير المكتب أثناء سفري. لو شافتك هون..." ثم تحولت سحنته على نحو عجيب و هو يكمل " مش راح تشوفك بعدها أبداً"

    " تدير المكـ.."
    قطع (نعيم) سؤاله بسرعة قبل أن يزل مرة أخرى و تصبح رقبته في الميزان، ثم أومأ أن كل شيء سوف يكون على ما يرام.

    صرفه (فؤاد) بتقزز و هو يدور بكرسيه مواجها الهاتف حيث التقط السماعة بسرعة و أدار رقماً طويلاً ثم انتظر قليلاً حتى استمع إلى رد الطرف الآخر بلكنة شرق أوروبية مؤلمة للآذان

    "عندي شخصية بدي استوثق من أوراقها، و على وجه السرعة للضرورة القصوى"
    " ابعث بالأوراق على الفاكس، و الرد بيكون جاهز خلال أربعة و عشرين ساعة، مقابل المبلغ المعتاد"
    " الأوراق في الطريق. شكراً مقدماً"
    " شكراً لتعاملكم معنا"

    وضع (فؤاد) السماعة بسكينة و قد علاه رضاً مباغت عن نفسه و هو يستنشق دخان غليونه بعمق مرسلاً كرات ملتهبة من الدخان الأبيض إلى سقف الغرفة المرتفع

    " هيك بنكون عرفنا أصلك و فصلك، باقي نعرف إيش جابك؟ و مين وراكي؟"

    و انطلقت أصابعه تضغط زر الاتصال بمساعده الأليف في مهمة أخيرة.
    *****
    المشهد الخامس

    انطلقت الفتاتان بسرعة في سيارة (ميراندا) الصغيرة تخترقان شوارع عمان بسرعة و خفة، و هما تتنقلان بين المتاجر المختلفة و تتبادلان حديثاً طويلاً صافياً، لا يشوبه إلا قهقهة الفتيات المعتادة
    .
    انبهرت (داليا) بطيب معشر (ميراندا) و حلو حديثها. وجدتها خفيفة الظل إلى حد بعيد، تمتلك ذوقاً راقياً جداً في العطور و الثياب، كانت ترتدي ثوباً رائعاً جعلها تبدو كالأميرات، حتى أن (داليا) نزلت على كل آرائها في مشترواتها.
    ****
    المشهد السادس
    جلست (داليا) شاردة حول طاولة الطعام بأحد المطاعم الهادئة بأطراف البلدة تسترجع ما حدث منذ التقت (ميراندا) منذ عدة ساعات، و ما فتئت تجد نفسها متلبسة بابتسامة بلهاء بين الفينة و الأخرى و هي تتذكر موقفاً مسلياً، أو جملة ساخرة ألقتها (ميراندا) على مسامعها بينما كانتا تتسوقان
    .
    اعترفت بينها و بين نفسها أنها لم تقابل الكثيرين ممن يتحلون بتلك السخرية اللاذعة، و تلك الروح المرحة. لم تتمالك نفسها من الضحك عندما بدأت (ميراندا) تقلد هذا الرجل الغريب الذي كان بصحبة الدكتور (علي


    رأتها مقبلة من بعيد، تخطو بتؤدة و كأنها تربت على الأرض بساقيها الطويلتين. و تعجبت كيف تبدو مختلفة كثيراً عما تبدو عليه في الجامعة نهاراً. بدت متفردةً للغاية و الشمس تشرق في جبينها عندما أرسلت تلك الابتسامة الفاتنة إلى (داليا) حالما رأتها. ابتسامة معدية على نحو ما، جعلت (داليا) تتبسم هي الأخرى و هي تلوّح ببراءة
    .
    " كنت مفكرة المطعم هون بقدم خدمة أفضل. تصوري ما عِنْدهم فرقة موسيقية خاصة! "
    " و شو نسوي بفرقة موسيقية." ردت (داليا) باستغراب.
    تبسمت (ميراندا) و هي تعبث بكأسها في شرود:
    " فكرة خطرت ع بالي. "
    ثم رَنَت إلى (داليا) بسعادة مردفة " الليلة أنا بقدر أرقص بلا موسيقى ع العموم"
    " لها الدرجة؟ يا ترى شو حصل اليوم بخليكي تقدري ترقصي بلا موسيقى؟ "

    حدقت إليها هنيهة قبل أن ترد

    " فرصة.. ياللي حصل اليوم فرصة و انا اغتنمتها منيح. فرصة راح تخليني ابقى بالأردن كيف ما بدي، و بخليكي تملّي مني"
    تبسمت (داليا) قائلة:
    " صعب "
    " عن جد؟ "

    بدأت (داليا) تعبث ببقايا الطعام في صحنها و هي تجيب
    " بعد طلعتنا اليوم، خليني قوللك إنه صارلي سنين ما حسيت بها الانطلاق و الخصوصية ياللي حسيتهم اليوم. و بعتقد إنه الصحبة ساعدتني كتير. أنا استمتعت عن جد اليوم يا (ميراندا) "

    ارتشفت (ميراندا) القليل من كأسها في صمت ، ثم هبت واقفة بغتة و هي تبتسم في سعادة:

    " يللا قومي نتمشى شوي"
    " على وين؟"

    اجتذبتها من كفها برفق و هي تلقى برزمة من الأوراق المالية على الطاولة و تجيب بضحكة صافية :

    " ما باعرف... "

    نهضت (داليا) تتبعها كالمسحورة من أثر ذلك الشعور العجيب بالطمأنينة التي بعثته فيها تلك الضحكة. هبطتا السلم بسرعة قبل أن تتوقف (ميراندا) لحظات تتشمم فيهن عبق الليل الأصيل باستمتاع بادٍ على ملامحها و هي تغمض عينيها بقوة و تتمطأ.

    " آآه... بتعرفي يا (داليا)، بكل المدن اللي عيشت فيها، ما بتقدري تعرفي المدينة عن جد إلا بعد ما تمشي فيها بالليل"
    " بالليل بس؟"

    " إي.. شوفي... بالنهار المدينة دايما لابسة اقنعة، طبقات فوق طبقات، و النور بيعمي العيون، ما حدا بيعرف الحقيقة. المدينة متل أي واحدة ست، ما بتعرفيها إلا إذا شوفتيها بالليل، بحجرة نومها، بتعمل ما بدها من دون التزامات
    ."

    حاولت (داليا) أن تتبين مغزى الكلام و هي تسير بمحاذاة (ميراندا) في الشارع الذي بدا فارغاً أو يكاد ،فمدت عنقها إلى الأمام تتشمم هواء الليل، فلم تجد شيئا مختلفاً، مجرد هواء بارد منعش
    .
    رمقتها (ميراندا) بنظرة جانبية و هي تضحك في غموض. عقدت (داليا) حاجبيها و هي تلحظ ضحكة صديقتها الجديدة متسائلة:" شو بضحك؟ أوكي قوليلي عن عمان طالما بتدعي إنك بتعرفي المدن بالليل! "

    توقفت (ميراندا) عن السير و هي تجيب

    " انتظري..."

    ثم انحنت على ساقيها تنزع حذائيها بروية، ثم تلمست الأرض بقدميها العاريتين و كأنها تتثبت من وجودها، قبل أن تنحني على الأرض و تجمع حفنة صغيرة من التراب في كفها ثم نهضت تتشممها و هي تبتسم

    "شو عم تعملي؟"

    " المدن يا عزيزتي بتعرفيها من أرضها. بتعرفي تراب الأسفلت. الأسفلت بيتحدث، للي بيسمع."

    اطلقت (داليا) ضحكة قصيرة و هي تقول :" و شو قاللك الأسفلت عن عمان"

    بدأت (ميراندا) تسير بظهرها مواجهة (داليا) و هي تتحدث قائلة :

    فيه مدن غريبة مغتربة، عمان ماهي منهم. هاي مدينة وطن. مدينتك أقرب للسماء... ها التراب قديم و خليط. تراب نادر، و مهم. بس مدينتك فيها كتير زيف... كتير ادعاء... هاي بتصير مدينة أحزان في يوم"
    مدينة أحزان ؟"
    " هاي قدر كل مدينة وطن بتصير هيك يوم... بس يوم"
    "مين علمك كل هيك ؟" تساءلت (داليا) بانبهار

    غجرية ... زمان و انا زغيرة..." ثم أردفت بابتسامة عابثة " و بعض كتب التاريخ المملة."

    انفجرتا تضحكان بعبث لتلك الخاطرة الأخيرة، قبل أن تبدو علامات الجذل على وجه (ميراندا) و هي تسأل: بتحبي أعلمك؟"
    شو؟"
    كلام تراب الأسفلت
    "
    أومأت (داليا) أن نعم، فانحت (ميراندا) على قدميها تخلع عنهما الحذائين و هي ترنوا إليها بضحكة مريحة. و ما إن لامست قدمي (داليا) العاريتين الأسفلت البارد حتى سرت في جسدها قشعريرة لاذعة منعشة تسلقت ظهرها من أخمص قدميها حتى مؤخرة عنقها مما جعلها تطلق ضحكة طفولية مرحة و هي تغرس قدميها أكثر بالأسفلت البارد
    عادت (ميراندا) تسير بظهرها مواجهة (داليا) و انطلقت تقص عليها حكايات تراب المدن التي عهدتها.
    و (داليا) تستمع ولا تسأم أو تمل. كانت تسير و عيناها لا تفارقان عيني تلك الوافدة المريحة، لم تشعر بتلك المشاعر منذ أجل بعيد، و كأن الدنيا كلها تحتفي بوجودها، و كأن الأرض تنتظر خطوتها القادمة بفارغ الصبر لتتبسم.
    و شملها ذلك الشعور كلي الوجود أنها تقابل شخصاً قد افتقدته لزمن طويل. شخصاً بقي حبيساً منذ أصبحت لا تستطيع أن تسير حافية و ترفع يديها إلى السماء بلا وجل، بلا أعباء أو ثقل. و ها هي ذي تفعلها ثانية، تتسمع أقصوصات المدن البعيدة على نغمات صوت عذب يبدو قديماً، و تتنصل من كل الأقنعة، تتجرد من كل الحُجُب، و تجدها هناك، في نهاية الطريق؛ (داليا) الحبيسة
    بينما كانت (ميراندا) مازالت تسير بظهرها بلا ذرة من خوف، و عيناها لا تفارقان تلك العينين الداكنتين، كانت ترى فيهن الطريق، لم تكونا لتكذبا. ثم ترى فيهن ما لم تره من قبل، لا ليس طريقاً، لقد انتهت الطرق، لقد انتهى الترحال، ترى فيهن وطناً. دافئ هو ذلك الشعور الذي بعثته تلك الكلمة لما دارت بخلدها، لم يكن لها ذات الوقع سابقاً، لم تدر لها معنىً. و كأن يد ناعمة تلمست أسفل ظهرها فاحتضنتها من الخلف، فلم تعد تلق بالاً، و أسلمت ظهرها لذلك الصدر الحاني، لتلك الواحة الآمنة... الوطن

    دارت حول نفسها ترمق الأفق بنظرة مسالمة حانية، و رأته للمرة الأولى أباً، لم يكن يعني لها سوى المزيد من من الغربة، و اليوم يبدو أباً حانياً يحول بينها و بين المزيد من غربة أضنتها فما تركت لها حظاً من سعادة. و بينما هي بتلك الخاطرة، إذ بيد حانية تتحسس كتفها بنعومة و رقة، فاستدارت لتجد (داليا) تحمل ابتسامة ممتنة و هي تقول" الوقت سرقنا، اتأخرت
  • خرط القتاد – 3

    "إنه حزيران الفلسطينيين"، هكذا طالعنا حسن البطل في عموده اليومي في جريدة "الأيام"، المقربة من فتح، يوم الأربعاء الماضي، يوم الحسم، في حين كان موقع "الكرامة" التابع لحركة فتح...
  • Party Food Pictures

    My super talented sister Dana made 95% of this yummyness, all on her own! I helped her a bit by holding the mixer while she added ingredients to a mixing bowl. I also helped by entertaining her during...
  • Do I have the right to.......

    I have the right to live according to my conscience and not according to someone else conscience I have the right to take my own decisions, my value, my needs, abilities, or any things to build my own...
  • من أجل قلب كسير

    كم كانت تلك الأشياء تقلقني ! ولكنها الآن تافهة ، وكم أحسست بقنبلة الأعماق تهدد بنقلي إلى العالم الآخر .. وقد نحس بهذا الشعور مع كل التوافه التي تسبب لنا القلق والتعب ، و قد نعترف بعدم حبنا لها ولكنها تضايقنا...
  • eBay تسحب إعلاناتها من برنامج جوجل الإعلاني

    في ردة فعل قوية من موقع eBay والذي يتعبر الموقع رقم واحد في المزادات على الإنترنت قد سحبت كل إعلاناتها من برنامج جوجل الإعلاني، وذلك بسبب ترويج جوجل خدمة دفع بديلة وهي Checkout لعملاء ebay مما أغضبها في...
  • الإنترنت العربية تبدأ هنا

    هذا هو الشعار الجديد لمحرك البحث “عربي” بعد أن كان شعاره “أول محرك بحث عربي على الإنترنت” وبلا شك كان سبب تغيير الشعار بسبب إنتقادات مستخدمي الإنترنت العربية للشعار السابق حيث معظمهم...
  • Finally, a post ;)

    i know it's been a while since i've last posted (about 4 months now!), but i was really touched by the fact that lots of you (specially David, Tala, Kinzi, Dar and samir amongst others) kept on...
  • Sin and me!!

    That’s strange!! Didn’t know this about me! But now I'll work more on myself to be more un-sinful :D thanks for God coz he is a great God Greed: Medium Gluttony: High Wrath: Medium Sloth: Low Envy...
  • نظام مخالفات السير الأردني الجديد

    يعتمد نظام مخالفات السير الأردني الجديد على تطبيقات تكنولوجية تسهل من عمل الشرطة و من الرقابة على المواطنين فهو مبني على استخدام الكاميرات المثبتة على الطرقات و الكاميرات المثبتة في السيارات التابعة لأمانة...
  • The Children Museum: Gross Discrimination

    Yes I do… I also believe that the Children Museum is a great idea, a well-done effort and something we did need! But today, as I took my son and daughter to the museum responding to a lot of encouragement...
  • This Is Why I Am Going To Hell

    Remember when I was banished to the 7th level of hell? I did another quiz this morning to find out my most glaring sins, and here they are, bless my heart: Greed: Medium   Gluttony: Medium  ...
  • أعقلوا أحسن و الله العظيم أعمل نيو لوك

    أستكمالا للي بيحصل في اسكندرية و في أوائل العشرينات من القرن الماضي كتب عمنا بديع خيري و غنا عمنا سيد درويش إن كنت صحيح عايز تخدم مصر أم الدنيا و تتقدم لا تقول نصراني و لا مسلم و لا يهودي يا شيخ اتعلم...
  • Liberty

    June 8 marked the 40th anniversary of the heaviest attack on an American ship inflicting the highest number of casualties since World War II. The USS Liberty was an intelligence vessel, patrolling international...
  • Use a spellchecker

    Hi folks I don't have much time for a lengthy detailed post today (I'm getting ready to board a plane to Chicago) so, I decided to give you a quick tip/ Use a spell checker. There's nothing...
  • تعليقا على اللي حصل في اسكندرية بين المسلمين و الأقباط

    تعليقا على الأحداث اللي بتحصل في اسكندرية دلوقتي بين المسلمين و الأقباط ... قال عمنا بيرم في قديم الزمان من عهد م القرآن هبط نزل هنا عمرو و ربط بينا وبينكم يا قبط عقود وداد متسجلة قرآن محمد قالنا عيسى...
  • Petra or Betra

    بعني الاسم عربي، الاسم البتراء طبعا الحلو انو صاروا العالم ينادوها بالانجليزي كمان، بتعرفوا؛ علشان كووول هيك و أفيع يعني بدل ما انو احنا نصحح الغلط، لأ ، صرنا نغلط احنا بس عشان حكي الانجليزي دااااااايما...
More Posts Next page »
All rights reserved. Opinions and ideas presented by blog owners are the their sole responsibility. Qwaider Planet can not be held accountable for any material that might be deemed inappropriate. This is a free service.
Powered by Community Server (Commercial Edition), by Telligent Systems